قال الشارح في الكبير: قال الهيثمى: فيه جسر بن فرقد وهو ضعيف، وأقول: فيه أيضًا محمد بن زكريا الغلابى أورده الذهبى في الضعفاء وقال: وثقه ابن معين، وقال أحمد: ليس بقوى، والنسائى والطبرانى والدارقطنى: ضعيف، وأبو الجوزاء قال البخارى: فيه [نظر] , فتعصيب الهيثمى الجناية برأس "جسر" وحده لا يرتضى.

قلت: بل الذي لا يرتضى هو عدم فهم الشارح لهذه الصناعة وخوضه فيها مع قلة الدراية، فالسند الذي ذكره هو سند الطبرانى في الكبير فإنه قال فيه [12/ 171، رقم 12792]:

حدثنا محمد بن زكريا الغلابى حدثنا جعفر بن جسر بن فرقد حدثنا أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس به.

ومحمد بن زكريا الغلابى من الضعفاء المشاهير عند المبتدئين في هذا الفن، فكيف يخفى على الحافظ الهيثمى حتى لا يذكره؟

ولكنه عزا الحديث إلى الطبرانى في الأوسط لا الكبير، فبلا شك رواه الطبرانى في الأوسط من وجه آخر عن جسر بن فرقد، فانحصر الكلام فيه فلذلك اقتصر الهيثمى على ذكره.

أما أبو الجوزاء فثقة مشهور من رجال الصحيحين والأربعة، وقول البخارى ذلك فيه هو بالنسبة لحديث واحد بل قيل: إنه قال ذلك من جهة عدم سماعه من صحابيه، وقيل: إنما قال ذلك من أجل الراوى عنه كما ذكره الحافظ في التهذيب.

ثم إن ما نقله الشارح في محمد بن زكريا الغلابى من أن الذهبى قال: وثقه ابن معين، وقال أحمد: ليس بالقوى، والنسائى والطبرانى: ضعيف كل هذا باطل لا أصل له، ومحمد بن زكريا الغلابى أصغر من أن يذكره أحمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015