فقط تعقب باطل؛ لأن نسخ الترمذى تختلف في ذلك كما هو معروف ومنصوص عليه في كتب الاصطلاح، وإنما يلام من نقل عنه التصحيح والتحسين مع ضعف الإسناد، فإن ذلك يقع كثيرا في نسخ الترمذى.
الثالث: وكذلك تعقبه عليه بإخراج الأربعة كلهم له، فإنه عند الباقين بلفظ: "أصبحوا" لا بلفظ: "أسفروا".
الرابع: ما حكاه على المصنف من قوله: إن الحديث متواتر هو كما حكى، فقد ذكره في الأزهار المتناثره في الأحاديث المتواترة وقال: أخرجه الأربعة عن رافع بن خديج وأحمد عن محمود بن لبيد، والطبرانى عن بلال وابن مسعود وأبي هريرة وحواء، والبزار عن أنس وقتادة، والسعدنى في مسنده عن رجل من الصحابة اهـ.
وهو واهم في الحكم بتواتره لأنه ظن أن هؤلاء الصحابة كل واحد منهم له طريق مستقل يرجع إليه وليس كذلك، بل أكثر طرقهم ترجع إلى طريق واحدة، فحديث رافع بن خديج ومحمود بن لبيد وحواء وأنس ورجل من الصحابة طريق حديثهم كلهم واحد وإنما تعدد الصحابة من اضطراب زيد بن أسلم وعاصم بن عمر أو من الرواة عنهما، وحديث أبي هريرة غلط أيضًا من أبي زيد الأنصارى.
فلم يبق إلا حديث رافع بن خديج وابن مسعود وبلال و [الحديثان] الأخيران ضعيفان، فلم يبق في الباب إلا حديث رافع وحده، فأين التواتر؟
وها أنا أبين لك ذلك تتحققه، فالحديث رواه زيد بن أسلم واختلف عليه فيه على أقوال، فقيل: عنه عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج كذلك أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (?) والقضاعى في مسند الشهاب [1/ 408،