غريب لا نعرفه إلا من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح، قال المنذرى: وأبان فيه مقال، والصباح مختلف فيه، وتكلم فيه لرفعه هذا الحديث، وقالوا: الصواب موقوف، والترمذى قال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

قلت: الحديث رواه من ذكرهم المصنف وجماعة غيرهم كالسمرقندى في التنبيه، والقشيرى في الرسالة كلهم من طريق أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مُرَّة الهمذانى عن ابن مسعود، والصباح بن محمد: ضعيف.

لكن وقع عند الحاكم أبان بن إسحاق عن الصباح بن محارب بدل ابن محمد والصباح بن محارب ثقة صدوق، فلذلك صححه وهو غلط من بعض الرواة، فإن الأكثرين كلهم اتفقوا: عن أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد.

لكنه ورد من غير طريقه، أخرجه أبو نعيم في الحلية [4/ 209] عن الطبرانى قال:

ثنا السرى بن سهل الجندى ثنا عبد اللَّه بن رشيد ثنا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن عقبة بن عبد الغفار عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به مثله.

وورد من حديث عائشة والحكم بن عمير والحسن مرسلا، قال الخرائطى في "مكارم الأخلاق" [1/ 296، رقم 282]:

ثنا على بن حرب الطائى ثنا خند بن يزيد العدوى ثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن أبي حبيبة الأشهلى عن مسلم بن أبي مريم عن عروة عن عائشة قالت: "بينا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على المنبر والناس حوله وأنا في حجرتى سمعته يقول: أيها الناس استحيوا من اللَّه حق الحياء ردد ذلك مرارا فقال رجل: إنا لنستحى من اللَّه يا رسول اللَّه، فقال: من كان يستحى منكم من اللَّه فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر القبر والبلى"، فما زال يردد ذلك عليهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015