فهو سهو من المؤلف، وإنما هو سهل بن مالك أخو كعب بن مالك عن أبيه عن جده، وهكذا ذكره ابن عبد البر في ترجمة سهل بن مالك، فإن الطبرانى وكذا الضياء في المختارة إنما خرجاه من حديث سهل بن يوسف بن سهل بن مالك ثم ضعفه، وقال: سهل وأبوه مجهولان، وتبعه على ذلك في اللسان، وليس في الصحابة سهل بن مالك غيره.
قلت: خلط الشارح في هذا الكلام وأتى بما يحير الناظر واختصر وحذف وتصرف، فجاء بما لا يفيد، بل وما لايفهم.
والحديث ليس هو من رواية سهل بن سعد، بل من رواية سهل بن مالك، وكأن سهل بن سعد سبق قلم من الشارح إن لم يكن تحريفا من النساخ.
والحديث باطل موضوع كما قال ابن عبد البر، وفي إسناده اختلاف ومجاهيل ومتهم بالوضع والكذب.
قال ابن عبد البر: سهل بن مالك بن عبيد بن قيس، ويقال: سهل بن عبيد ابن قيس، ولا يصح سهل بن عبيد ولا سهل بن مالك ولا يثبت لأحدهما صحبة ولا رواية، يقال: إنه حجازى سكن المدينة لم يرو عنه إلا ابنه مالك ابن سهل أو يوسف بن سهل، ومن قال سهل بن مالك جعل ابنه يوسف بن سهل، ومن قال سهل بن عبيد جعل ابنه مالك بن سهل، حديثه يدور على خالد بن عمرو القرشى الأموى، وهو منكر الحديث متروك الحديث، يروى عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنى راض عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن" الحديث في فضل الصحابة رضي اللَّه عنهم والنهى عن سبهم، وفي آخره: "يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات رجل منهم فقولوا فيه خيرا" حديث منكر موضوع.