قال الشارح في الكبير: وفيه الحسن بن على الأهوازى، قال الذهبى: اتهمه وكذبه ابن عساكر.
قلت: هذا من عجيب أوهام الشارح الدال على بعده عن هذه الصناعة، فالحديث رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان قال [2/ 52]:
حدثنا أبو أحمد الغطريفى ثنا الحسن بن على بن الحكم الأهوازى ثنا عبد اللَّه ابن محمد بن يحيى بن أبي بكير ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا المعلى عن عبد اللَّه ابن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به.
وأسنده الديلمى عن الحداد عن أبي نعيم، ومنه أخذه المصنف إلا أنه لم يعرف في أى كتاب خرجه أبو نعيم، فلذلك لم يبين الكتاب الذي خرجه فيه، وهو رواه في ترجمة عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، ثم إن الحسن ابن على الأهوازى الذي نقل الشارح كلام الذهبى فيه، هو أبو على الأهوازى المقرئ صاحب التصانيف، وهو أصغر من أبي نعيم وتأخرت وفاته بعده بست عشرة سنة، لأنه توفى سنة ست وأربعين وأربعمائة فكيف يكون شيخا لأبي أحمد الغطريفى المتوفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة؟ وقد ذكر الذهبى أن أبا على الأهوازى ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة قبل وفاة الغطريفى بخمس عشرة سنة، وأعجب من هذا أن الذي في الإسناد اسم جده الحكم وأبو على الأهوازى إبراهيم وهو كذلك مذكور في الميزان، كما أن الحكم مذكور جدا للحسن بن على في الإسناد فاعجب لهذا التهور، ثم إن الشارح ترك علة الإسناد فلم يبحث فيه ولم يكشف عنه، وهو المعلى شيخ يحيى بن أبي بكير، وهو المعلى بن هلال المعروف بالرواية عن ابن أبي نجيح وهو كذاب وضاع، فالحديث من عمله، وقد وضع حديثًا آخر في السفر، فكأنه كان له غرامٌ بهذا المعنى، ولهذا يتعقب على المصنف في إيراده لهذا الحديث أيضا.