أيضًا عن ابن عباس، وتعقبه الغريانى بأن فيه حارثة بن محمد بن أبي الرجال، مجمع على ضعفه، وقال الذهبى: فيه إسماعيل بن عياش واه في غير الشاميين، وقال ابن حجر: اختلف في رفعه ووقفه، قال الدارقطنى: والصحيح وقفه، وهو كذلك في الموطأ، ووصله الدارقطنى في الغرائب مرفوعًا وضعفه اهـ. وبه يعرف أن رمز المصنف لحسن المرفوع غير حسن.
قلت: فيه أمور، الأول: أن الحديث حسن كما قال المؤلف، وقد بينا ذلك قريبًا من حديث: "ليس على من استفاد مالا زكاة" الحديث.
الثانى: أن قوله: فقد أعله مخرجه الدارقطنى. . . إلخ، كذب لا أصل له، فالدارقطنى ما أعله ولا تكلم عليه أصلا، راجع (ص 199) منه.
الثالث: أن الراوى المعلل به الحديث اسم والده سياه بالياء المنقوطة من تحت وآخره هاء لا سنان بنونين.
الرابع: قوله: ورواه الدارقطنى أيضًا عن ابن عباس كذب لا أصل له، فإن الدارقطنى لم يرو في الباب حديثا عن ابن عباس بل ولم يرد في هذا الباب حديث عن ابن عباس فيما أظن.
الخامس: قوله: وتعقبه الغريانى بأن فيه حارثة بن محمد. . . إلخ خطأ مركب على خطأ، فإن ظاهر هذا يفيد تحقيق عزو حديث ابن عباس إلى الدارقطنى وأنه من رواية حارثة وليس كذلك، بل حارثة بن محمد إنما هو في حديث عائشة، فإن الدارقطنى أخرجه من رواية أبي بدر شجاع بن الوليد، ومن رواية هريم كلاهما عن حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة به.
السادس: قوله: وقال الذهبى: فيه إسماعيل بن عياش. . . إلخ يفيد أنه في حديث ابن عباس الذي لا وجود له أو في حديث عائشة الذي هو من رواية حارثة بن محمد فكأنه سند واحد فيه الرجلان معا حارثة وإسماعيل بن