قلت: أبى اللَّه لهذا الرجل أن ينطق بصواب ولو في موضع الصواب، فإنه أصاب في هذا التعقب والمؤلف قصر في عزو الحديث إلى الترمذى وحده مع أنه في صحيح مسلم بهذا اللفظ، ولكن الشارح أخطأ أيضًا في عزوه إلى البخارى، فإنه لم يخرجه، وأخطأ في قوله: في كتاب التوبة، فإن صحيح البخارى ليس فيه كتاب التوبة، وإنما هو في صحيح المسلم (?).
2873/ 7503 - "لَوْ يعلَمُ الناسُ مَا فِي التأذين لتضاربُوا عليهِ بالسيُوفِ".
(حم) عن أبي سعيد
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وقد قال المنذرى والهيثمى: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف وأقول: اقتصارهما على ابن لهيعة غير مرضى إذ فيه أيضًا دراج عن أبي الهيثم وقد ضعفوه.
قلت: لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف، ومن عجائب الدنيا أن يتعقب الشارح على الحافظين المنذرى والهيثمى فيما يتعلق بالرجال وصناعة الحديث، فدراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد نسخة حسنة على مذهب الجمهور، وكم منها في صحيح ابن حبان وابن خزيمة والحاكم، فلا يتعرض لها إلا مثل الشارح الذي لا يعلم عن هذا الفن شيئًا، وإنما يدخل نفسه في الفضول، أما ابن لهيعة ففيه مقال طويل معروف وكثير من الحفاظ يحسن ما انفرد به، فكيف بما توبع عليه كهذا الحديث المخرج معناه في الصحيحين (?) من حديث أبي هريرة كما مر في المتن قبل هذا.