2853/ 7446 - "لو جاءَ العسرُ فدخلَ هذا الجحرَ لجاءَ اليسرُ فدخلَ عليهِ فأخرجَهُ".
(ك) عن أنس
قلت: سكت عليه الشارح مع أن الذهبى تعقب الحاكم عليه، والشارح ولوع بنقل تعقب الذهبى، ولكنه لم يهتد إلى موضعه في المستدرك لأن الحاكم خرجه أول كتاب التفسير لا في سورة الانشراح، وذلك من طريق حميد بن حماد:
ثنا عائذ بن شريح سمعت أنس بن مالك يقول: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وبحياله جحرٌ، فقال: لو جاء العسر" الحديث، ثم قال [2/ 255]: هذا حديث عجيب، غير أن الشيخين لم يحتجا بعائذ بن شريح، قال الذهبى: تفرد به حميد بن حماد عن عائذ، وحميد منكر الحديث كعائذ اهـ.
قلت: هذا تعنت من الذهبى، فحميد روى له أبو داود، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وكذا قال أبو زرعة، وقال الدارقطنى: معتبر، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ فهذا ليس بمنكر الحديث، وإن انفرد ابن عدى بقوله: إنه يأتى عن الثقات بالمناكير، وعائذ بن شريح قال أبو حاتم: في حديثه ضعف، وقال ابن طاهر: ليس بشيء، واحتج على ذلك بروايته عن أنس حديث: "ما الذي يعطى من سعة بأعظم أجرا من الذي يأخذ إذا كان محتاجا"، وهذا ليس فيه ما ينكر ولا ما يستغرب، وإنما عقول بعض أهل الحديث، بل أكثرهم قاصرة عن فهم مدارك الشريعة وحل ما يرد الأخبار من الإشكال الذي لا يجدون منه مفرًا إلا بالطعن في الرواة، وربما يتكلم بعضهم في عائذ لروايته عن أنس أيضًا حديث الطير الذي رواه عن أنس نحو من عشرين رجلا، ولكن حديث الطير هو الداهية العظماء والمصيبة الكبرى على الرواة، فكل من رواه فهو عندهم مجروح كما بيناه في فتح الملك