قال الشارح: رمز المصنف لحسنه.
قلت: هكذا ذكره المصنف مختصرا، وقد أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 216] قال:
أخبرنا القاضى أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم فيما أذن ثنا محمد بن خداش ثنا سليمان بن داود المنقرى ثنا يحيى بن يمان ثنا سفيان الثورى عن أبي عمارة عن أنس بن مالك قال: "مر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على رجل يبنى بناء، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا مسجدًا يذكر فيه اسمه أو خصا من قصب، فإن اللَّه -عز وجل- يجعل للمؤمن به لؤلؤة في الجنة". هكذا وقع في الأصل أبو عمارة وصوابه: أبو عمار، فقد ذكر ابن أبي حاتم في العلل أنه سمع أباه، وذكر حديثا رواه مروان بن معاوية عن محمد بن أبي زكريا عن عمار عن أنس قال: "مر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في جانب دور الأنصار فأبصر قبة مبنية، فقال: يا أنس لمن هذه القبة؟ فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كل بناء وبال على صاحبه إلا بناء كف يعنى يستر"، وذكر الحديث، قال أبي: أرى أن هذا خطأ، وأنه أبو عمار زياد بن ميمون، وابن أبي زكريا مجهول اهـ.
قلت: وبلفظ عمار ذكره البخارى في التاريخ الكبير [1/ 1/ 87]، فقال في ترجمة محمد بن أبي زكريا التميمى روى عن عمار: شيخ له عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في البناء، روى عنه مروان بن معاوية، وقال بعضهم: عن مروان عن محمد بن جرير بن أبي زكريا اهـ.
وأبو عمار زياد بن ميمون ضعيف جدا بل كذاب لكن الحديث له طريق آخر عن أنس عند أحمد [3/ 230] والبخارى في التاريخ الكبير [كنى 45، رقم 385] وأبي داود وابن ماجه وغيرهم من رواية أبي طلحة الأسدى عنه بلفظ: "أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما كان في مسجد أو أو أو"، وفي لفظ أبي داود: "إلا مالا"، وقد سبق للمؤلف ذكره في حرف الألف، فالمنكر من