ما روى الناس انتهى.

أي: الثقات، وألحق ابن الصلاح بالثقات الثقة الأحفظ، حيث قال: فإن خالف من هو أولى منه بالحفظ والضبط، كان ما انفرد به شاذا مردودا، وتبعه الحافظ ابن حجر فقال: فإن خولف، أي: الراوي -وأراد راوي الحسن والصحيح- بأرجح منه لمزيد ضبط أو كثرة عدد، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات، فالراجح يقال له: المحفوظ، ومقابله وهو المرجوح، يقال له: الشاذ، سواء كان ذلك في السند أو في المتن.

فمثال الأول: ما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من طريق ابن عيينة: عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس أن رجلا توفي على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يدع وارثا إلا مولى هو أعتقه. . . الحديث، تابع ابن عيينة على وصله ابن جريج وغيره، وخالفهم حماد بن زيد، فرواه عن عمرو بن دينار عن عوسجة ولم يذكر ابن عباس، قال أبو حاتم: المحفوظ حديث ابن عيينة، انتهى. فحماد من أهل العدالة والضبط ومع ذلك رجح أبو حاتم رواية من هو أكثر عددا منه.

ومثال الثاني: زيادة: "يوم عرفة" في حديث: "أيام التشريق أيام أكل وشرب"، فإنه من جميع طرقه بدونها، وإنما جاء بها موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر.

وكذا ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد بن زياد عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015