الرابع: لا ارتباط لحديث أبي هريرة بحديث حذيفة، وإن ساقه الشارح هنا لغرض تضعيف الحديث والرد على المصنف، كأنه ظن أنهما حديث واحد، مع أنه لم ينقل عبارة الذهبى في الحديث، وإنما نقل عبارته في الرجل أنه هالك، والذهبى لما ذكر الحديث عبر بما يفيد أنه موضوع، فقال [1/ 170]:

فهو المتهم بهذا، فإن أراد الذهبى أنه متهم بوضع السند فقد يكون ذلك حقا، فإنه رواه عن الأعمش عن شقيق عن أبي هريرة، والحديث إنما رواه الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن حذيفة كما سبق، وإن أراد الذهبى المتن فهو إسراف منه وعدم وقوف على سند الحديث من وجه آخر من حديث حذيفة، وحديث أبي هريرة المذكور خرجه ابن حبان في الضعفاء [1/ 180] قال:

حدثنا محمد بن المسيب ثنا عبد اللَّه بن يوسف الخيرى ثنا أرطاة بن أشعث العدوى ثنا سليمان الأعمش به مثل ما هنا وقال في أرطاة: إنه يروى عن الأعمش المناكير التي لا يتابع عليها, لا يجوز الاحتجاج به بحال.

2381/ 5818 - "الغَنِيَمةُ البَارِدَةُ: الصَّوْمُ في الشِّتَاء".

(ت) عن عامر بن مسعود

قال الشارح: التابعى، فكان حقه أن يقول: مرسلًا.

وقال في الكبير: هذا مرسل؛ إذ عامر المذكور تابعى لاصحابى وهو والد إبراهيم القرشى كما بينه الترمذى نفسه فقال: مرسل، وعامر لا صحبة له اهـ. فعدم بيان المصنف لكونه مرسلًا غير صواب.

قلت: بل التهجم على أهل العلم بالجهل والباطل غير صواب، فإن الرجل مختلف في صحبته فأثبتها قوم، منهم: ابن معين، وحكاها أحمد عن مصعب واعتمدها, ولذلك خرج هذا الحديث في مسنده [4/ 335]، والمسند لا يخرج فيه المرسل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015