عده المؤلف لأجل هذه الطرق من المتواتر، وذكره في الأزهار المتناثرة [رقم 51] فخفى ذلك على الشارح.
2307/ 5614 - "عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ كَحجَّةٍ مَعِى".
سمويه عن أنس
قال في الكبير: وفيه داود بن يزيد الأودى ضعفه أحمد، وابن معين، والنسائى وغيرهم، وهلال بن زيد قال في الميزان عن ابن حبان: في حديثه مناكير، وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من المشاهير، وهو عجيب فقد خرجه الطبرانى والحاكم والبزار باللفظ المذكور، بل هو عند مسلم على الشك بلفظ: "عمرة في رمضان تقضى حجة أو حجة معى" وعزاه ابن العربى في شرح الترمذى إلى أبي داود بغير شك كما هنا، وقال: إنه صحيح.
قلت: في هذا أخطاء فاحشة، الأول: قوله: وداود بن يزيد الأودى، فإن داود لم يرو حديث أنس هذا، وإنما وقع في سند حديث وهب بن خنبش السابق، فإنه رواه عن الشعبى عن وهب لكنه قال: عن هرم بن خنبش بدل وهب كما نص على ذلك الترمذى في جامعه [رقم: 939]، وقد أسنده الذهبى [2/ 22] من طريقه بهذا الإسناد بلفظ: "عمرة في رمضان كحجة معى" فلما رأى ذلك الشارح زعم أنه في سند حديث أنس المذكور في الباب، وإنما فيه هلال بن زيد فإنه الذي رواه عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
الثانى: قوله: فقد خرجه الطبرانى والحاكم والبزار باللفظ المذكور، فإن الحاكم والبزار ما رويا حديث أنس، ولا روياه بهذا اللفظ أيضًا، بل رواه الحاكم من حديث أم معقل [1/ 482] بلفظ: "إن الحج والعمرة من سبيل اللَّه، وإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو تجزئ بحجة".