السخاوى: ضعيف جدًا، بل بالغ ابن الجوزى فحكم بوضعه وقال: فيه يوسف بن زياد عن عبد الرحمن الإفريقى ولم يروه عنه غيره، ورده المؤلف بأنه لم ينفرد به يوسف فقد خرجه البيهقى في الشعب والأدب من طريق جعفر ابن عبد الرحمن، ويرد بأن عبد الرحمن قال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقات فهو كاف في الحكم بوضعه.
قلت: في هذا أمور:
الأول: أنه حكم بصحة جزم ابن القيم أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لبس السراويل وأن هذا الحديث يبين ذلك، ورد على الشمنى ومن أنكره على ابن القيم وحكم عليهم بالزلل الفاحش وقصور النظر، ثم رجع في آخر الكلام فجزم بأن الحديث موضوع.
الثانى: أنه جعل مستند ابن القيم في جزمه بلبس النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للسراويل هو هذا الحديث الموضوع، وذلك كذب عليه بل مستنده حديث آخر صحيح تقدم في حرف "الزاى" بلفظ "زن وارجح. . . "، وابن القيم أجل من أن يحتج بالموضوع والمنكر كهذا، والشارح غريب في إقدامه وجرأته وجزمه بالباطل.
الثالث: أنه تقل عن الحافظين العراقى وابن حجر أنهما قالا: ضعيف، ثم لما ذكر تعقب المؤلف لابن الجوزى لم يتمالك أن خالفه، وفي ذلك مخالفة لمن لم يستجز هو مخالفته وهو جده من قبل الأم الحافظ العراقى.
الرابع: أن المصنف لم يتعقب ابن الجوزى بما نقله الشارح فقط بل حذف منه ليبين قصوره وعجزه على عادته ولفظه: قلت: لم ينفرد به يوسف فقد أخرجه البيهقى في الأدب والشعب من طريق جعفر بن عبد الرحمن بن زياد، وله شاهد أخرجه البخارى في تاريخه والحاكم وصححه عن سويد بن قيس قال: "جلبت أنا ومخرمة العبدى بزا من هجر فأتانا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يمشى فاشترى منا سراويل، وَثَمَّ وزان يزن بالأجر فقال: يا وزان زن وأرجح" اهـ.