قلت: في هذا أوهام:

الأول: قوله عقب حديث الشافعى والترمذى: أورده الذهبى في ترجمة محمد بن عبد اللَّه اللَّه من الميزان يقتضى أن الشافعى والترمذى خرجاه من طريقه وليس كذلك، بل هو عندهما وعند غيرهما من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزى عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى عن ابن عمر به.

وقال الترمذى: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزى وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه اهـ.

لكن إبراهيم لم ينفرد به كما يفهم من كلام الترمذى، بل قال الدارقطنى: تابعه عليه محمد بن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير الليثى فرواه عن محمد بن عباد عن ابن عمر اهـ.

وهذه المتابعة خرجها ابن عدى في الكامل [2/ 242] في ترجمة محمد بن عبد اللَّه الليثى ونقل تضعيفه عن يحيى بن معين والنسائى، ثم قال: والحديث معروف بإبراهيم بن يزيد الخوزى وهو من هذا الطريق غريب اهـ.

فهذا هو الطريق الذي ذكره الذهبى في الميزان وهو عند ابن عدى لا عند الشافعى والترمذى كما نسبه إليهما الشارح.

ولإبراهيم متابع آخر ذكره البيهقى وخرجه الدارقطنى في السنن وهو محمد بن الحجاج عن جرير ابن حازم عن محمد بن عباد، ومحمد بن الحجاج متروك.

الثانى: قوله عقب حديث البيهقى عن عائشة: قال الذهبى في المهذب: فيه إبراهيم بن يزيد وهو ضعيف، وهذا خطأ فاحش فإن إبراهيم بن يزيد إنما هو في سند حديث عبد اللَّه بن عمر.

أما حديث عائشة فرواه البيهقى من طريق عتاب بن أعين عن سفيان الثورى عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن عائشة.

وهكذا رواه الدارقطنى في السنن، والعقيلى في الضعفاء وأعله بعتاب وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015