السابع: ولو فعل ذلك في حديث ابن عباس لكان مخطئًا أيضًا، لأنه لا يلزم من ذكر الذهبى للحديث في ترجمة رجل أن لا يكون له طريق آخر وأن يكون جميع من خرجه إنما رواه، من طريق ذلك الراوى الضعيف كما وقع له ذلك مرارًا ونبهنا عليه، وقد نقل هو نفسه عن الحافظ أنه قال في حديث ابن عباس: رواه الدارقطنى في الأفراد بسند حسن، نعم أخرجه أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج من طريق أبي سعد البقال، وهو الطريق الذي ذكره الذهبى، قال أبو عمرو بن حمدان:

حدثنا محمد بن جمعة بن خلف الحافظ ثنا أبو سعيد عبد اللَّه بن سعيد ثنا عبدة بن سليمان عن أبي سعد به.

1941/ 4578 - "زَيِّنُوا أعْيَادَكُم بِالتَّكْبِيرِ".

(طص) عن أنس

قال الشارح: وفي نسخة عن أبي هريرة، ثم قال -يعنى- الطبرانى لم يروه عن أبي كثير إلا عمر بن راشد ولا عن عمر إلا بقية، قال الحافظ: وعمر ضعيف ولا بأس بالباقين، وبقية وإن كان مدلسًا فقد صرح بالتحديث اهـ، وقال الهيثمى: فيه عمر بن راشد ضعفه أحمد وابن معين والنسائى.

قلت: من غريب أمر الشارح أنه ولوع بالتعقب على المؤلف بالباطل وإلصاق العيب به والوهم المختلق الذي لا وجود له به، ثم إذا وقع للمصنف ما هو وهم حقيقة يصرفه اللَّه تعالى عن التنبه له حتى الا يكون مصيبا في شيء أصلًا لا في إقرار ولا في تعقب، فذكر أنس في هذا الحديث وهم وسبق قلم من المصنف بلا شك، ولكن الشارح جعل ذلك اختلافًا من النسخ، مع أنه نقل من مجمع الزوائد ومن أمالى الأذكار للحافظ ورأى الحديث فيهما من رواية أبي هريرة، وكذلك هو يراجع الترغيب للمنذرى والحديث فيه عن أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015