قال في الكبير: فيه الباغندى مضعف، لكن قال الحافظ ابن كثير: إسناده جيد.
قلت: الباغندى حافظ كبير مصنف من بحور الحديث وأئمته، يجل قدره عن تضعيف الحديث به، وقد وثقه الحفاظ وأثنوا عليه وبالغوا في وصف حفظه، وإنما وصفوه بالتدليس، ومن زاد على ذلك ووصفه بالكذب فإنما غشاه الحسد الذي يكون بين الأقران، لا سيما لمن كان بارعا ذا موهبة عظيمة كالباغندى، ولذا قال ابن كثير: سنده جيد؛ لأنه لم يعتبر كلام الحسدة فيه؛ لمعرفته بالفن وتذوقه طعم مسائله بخلاف الشارح الذي لا يميز بين غثه من سمينه، وعبارة ابن كثير في التاريخ: وقال الباغندى عن أبي سعيد الأشج عن أبي معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة به مرفوعًا، ثم قال: وهذا إسناد جيد، وليس هو في شيء من الكتب، يعنى الستة.
1750/ 4178 - "دَخَلْت الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَلِكُمْ الْبِرُّ، كَذَلِكُمْ الْبرُّ".
(ت. ك) عن عائشة
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه، والأمر بخلافه بل بقيته: "وكان أبو الناس بأمه" اهـ. فكأنه أغفله سهوًا أو توهم أنه مدرج في الحديث وهو ذهول، فقد قال الصدر المناوى وغيره: صح لنا برواية الحاكم والبيهقى أن قوله: "وكان أبر الناس" من كلام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وليس بمدرج، ثم بسطه، قال الشارح: وكذا رواه أحمد، وأبو يعلى بسند قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح.
قلت: في هذا أمران، أحديث: أن الحديث خرجه النسائى في الكبرى لا في