حدثنى رجل من أهل مكة قال: دخل الفضل بن عباس على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. فذكره مطولًا إلا أن فيه مخالفة للسياق الذي ذكرناه من رواية على بن المدينى عن معن بن عيسى القزاز.
وبالجملة فالحديث بهذه القصة الطويلة المنكرة باطل لا أصل له، وهو مضطرب المتن والإسناد، ولا أدرى من أين دخل الدخيل فيه واللَّه أعلم.
1613/ 3827 - "الحِكْمَة تَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا، وَتَرْفَعُ العَبْدَ المَمْلُوكَ حَتَّى تُجْلِسَهُ مَجَالِسَ المُلُوكِ".
(عد. حل) عن أنس
قال في الكبير: قال العراقى: سنده ضعيف، وقال العسكرى: ليس هذا من كلام رسول اللَّه، بل من كلام الحسن أو أنس.
قلت: علة الحديث صالح بن بشر المرى، فإنهما أخرجاه من طريقه، وكذلك أخرجه من طريقه ابن عبد البر في العلم وابن حبان في الضعفاء [1/ 369] وقال في المرى: كان من عباد أهل البصرة وقرائهم غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الإتقان في الحفظ أصلًا وكان يروى الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التوهم، فيجعله عن أنس عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات، فاستحق الترك عند الاحتجاج، كان يحيى بن معين شديد الحمل عليه ثم ذكر له أحاديث منها هذا، قال فيه:
أخبرنا محمد بن المسيب ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا عمرو بن حمزة ثنا صالح المرى قال: سمعت الحسن يحدث عن أنس قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" فذكره بزيادة "إن" في أوله، وما ذكره عن صالح المرى من رفعه لما يسمعه من ثابت والحسن والجماعة يؤيد ما نقله الشارح عن العسكرى.