قال في الكبير: واعلم أن الديلمى خرج الحديث عن جابر مرفوعًا، فاقتصار المصنف على رواية إعضاله تقصير أو قصور، ثم إن فيه المنكدر بن محمد، قال الذهيى: اختلف قول أحمد وابن معين فيه وقد وثق.
قلت: صدق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "حبك الشيء يعمى ويصم"، فالشارح لما كان كلفًا بالانتقاد على المصنف بالباطل، مولعًا بذلك أعماه ذلك وأصمه وأنساه ما رقمه بيده قبل سبع كلمات، فالمصنف قد عزاه للديلمى عن جابر، والشارح كتب ذلك بيده في المتن، وعقبه بسبع كلمات مباشرة في وشرع في الانتقاد والاستدراك.
فهذا الحديث رواه عن المنكدر رجل كذاب وضاع مشهور بين أهل الفن بذلك، وهو موسى بن محمد البلقاوى، فترك الشارح تعليل الحديث به، وذهب إلى المنكدر الثقة فإن من له إلمام بالحديث ودراية بفنونه أول ما يسمع هذا الحديث يعلم أنه موضوع، وأن المنكدر لا يتحمله، فكيف لو وقف على إسناده وعلم أنه من رواية البلقاوى الكذاب؟!
1599/ 3788 - "الحِجَامَةُ تُكْرَهُ في أَوَّلِ الهِلالِ، وَلا يُرْجَى نَفْعُهَا حَتَّى يَنْقُصَ الهِلالُ".
ابن حبيب عن عبد الكريم معضلا
قلت: هذا حديث ظاهر الوضع والبطلان، وهو بكلام الفقهاء ومختصراتهم أشبه منه بكلام النبوة، والمؤلف ملام جدًّا على ذكر أمثال هذا في الكتاب الذي صانه عن الموضوعات.
1600/ 3790 - "الحُجَّاجُ وَالعُمَّارُ وَفْدُ اللَّه: يُعْطِيهِمْ مَا سَأَلُوا، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ مَا دَعَوا، وَيُخْلِفُ عَلَيْهِمْ مَا أَنْفَقُوا الدِّرهَمَ أَلْفَ أَلْفَ".
(هب) عن أنس