المقاصد الحسنة في عزو هذا الحديث إلى أبي نعيم في الحلية من حديث ابن عباس، وليس هو فيه من حديثه، إنما [هو عندى] من حديث عبد اللَّه بن سلام.
وزاد الشارح في الطين بلة، فوهم فيه وهما آخر إذ نقل عن الهيثمى أنه قال: فيه الوازع بن نافع متروك، والهيثمى إنما أورد حديث ابن عمر: "تفكروا في آلاء اللَّه ولا تفكروا في اللَّه"، وعزاه للطبرانى في الأوسط، وقال: فيه الوازع. . . إلخ، فنقله الشارح منه إلى حديث ابن عباس.
وأما أبو نعيم فإنه لم يخرجه في الحلية من حديث ابن عباس وإن اتفق الحفاظ الثلاثة على عزوه إليه من حديثه، بل زاد السخاوى فذكره بسنده وعبارته: ولأبى نعيم من حديث إسماعيل بن عياش عن الأحوص بن حكيم عن شهر عن ابن عباس: "أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج على أصحابه فقال: ما جمعكم؟ قالوا اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته، فقال: تفكروا في خلق اللَّه ولا تتفكروا في اللَّه فإنكم لن تقدروا قدره" الحديث اهـ.
وأبو نعيم إنما أخرج بهذا السند حديثًا آخر فقال [6/ 66]:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر ثنا عبد الغفار بن أحمد الحمصى ثنا محمد ابن المصلى ثنا يحيى بن سعيد القطان عن إسماعيل بن عياش عن الأحوص ابن حكيم عن شهر عن ابن عباس: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج على أصحابه فقال: ما جمعكم؟ فقالوا: أجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته، فقال: ألا أخبركم ببعض عظمته؟ قلنا بلى يا رسول اللَّه، قال: إن ملكًا من حملة العرش يقال له إسرافيل، زاوية من زوايا العرش على كاهله، قد مرقت قدماه في الأرض السفلى ومرق رأسه من السماء العليا في مثله من خليقة ربكم"، ثم قال أبو نعيم: تفرد به إسماعيل بن عياش عن الأحوص عن شهر عن