"نصفان، نصف للشكر، ونصف للصبر"، وبه يتقوى اهـ.
وقال في كبير: فيه يزيد الرقاشى قال الذهبى وغيره: متروك، ورواه القضاعى بهذا اللفظ، وذكر بعض شراحه أنه حسن.
قلت: فيه أمران، الأول: أن الحديث ليس له طريق إلا من رواية يزيد الرقاشى، فقوله رواه الحكيم الترمذى بلفظ كذا وبه يتقوى، كأن الحديث في نظره يتقوى باختلاف الألفاظ وإن اتحد الطريق، وهذا من أعجب ما يسمع.
الثانى: قوله: وذكر بعض شراحه أنه حسن، هو عجيب أيضًا، فإن القضاعى خرجه من طريق يزيد الرقاشى الذي اعترف الشارح بأنه متروك، فكيف ينقل كلام العامرى وهو رجل جاهل أحمق يصحح الموضوع ويحسن المنكر بهواه ولمجرد ذوقه غير ناظر إلى الإسناد ولا قواعد التصحيح والتحسين ولكن الشارح لا يستغرب منه النقل عن العامرى، فاسمع سند الحديث عند القضاعى، قال [1/ 127، رقم 159]:
أخبرنا هبة اللَّه بن إبراهيم بن عمر ثنا ابن بندار ثنا محمد بن القاسم ثنا الحسن بن عياش الحمصى ثنا عتبة بن السكن عن العلاء بن خالد عن يزيد الرقاشى عن أنس قال: "قال لى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يا أنس الإيمان نصفان، نصف شكر، ونصف صبر".
وأخرجه أيضًا الديلمى في مسند الفردوس [1/ 149، رقم 378] (?) من طريق محمد بن مصعب: ثنا الأوزاعى ثنا العلاء بن خالد عن يزيد الرقاشى به.