قلت: هذا يفيد أن هؤلاء خرجوه من غير طريق على بن مسعدة مع أنهم رووه من طريقه، والحافظ الهيثمى استثناه مما قال، ولكن الشارح حذف ذلك من كلامه فوهم وأوهم.

وعبارة الهيثمى عن أنس قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: الإسلام علانية والإيمان في القلب، قال: ثم يشير بيده إلى صدره ثلاث مرات ثم يقول: التقوى ههنا، التقوى ههنا، رواه أحمد وأبو يعلى بتمامه والبزار باختصار، ورجاله رجال الصحيح ما خلا على بن مسعدة، وقد وثقه ابن حبان وأبو داود الطيالسى وأبو حاتم وابن معين وضعفه آخرون اهـ. هذا نص كلام الهيثمى بحروفه.

ثم إن ابن حبان ذكر على بن مسعدة في الضعفاء أيضًا وقال: كان ممن يخطئ على قلة روايته ويتفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به فيما لا يوافق الثقات من الأخبار، ثم قال:

حدثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا زيد بن الحباب ثنا على بن مسعدة ثنا قتادة عن أنس بالحديث.

1322/ 3062 - "الإسلامُ يَزيدُ ولا يَنْقصُ".

(حم. د. ك. هق) عن معاذ

قال الشارح في الكبير: أى أبو داود الطيالسى في مسنده، [ثم] قال أيضًا: قلل الحافظ في الفتح: قال الحاكم: صحيح، وتعقب بالانقطاع بين أبي الأسود ومعاذ، لكن سماعه منه ممكن، وقد زعم الجوزقانى أنه باطل، وهى مجازفة، وقال القرطبى في "المفهم": هو كلام يحكى ولا يروى ولعله ما وقف على ما ذكر اهـ. وسبب هذا الحديث كما في أبي دارد عن عبد اللَّه بن بريدة: "أن أخوين اختصما إلى يحيى بن يعمر، يهوديا ومسلما في ميراث أخ لهما يهودى فورَّث المسلم" وقال حدثنى أبو الأسود،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015