المصنف لصحته كان أولى من إيثاره هذا لضعفه.

قلت: لفظ حديث أبي هريرة عند الحاكم [1/ 60]: "إن اللَّه ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة". وهذا اللفظ قد فات موضعه في حرف "إن اللَّه"، والعجب أن الحاكم خرج قبل حديث أبي هريرة مباشرة حديث عائشة بلفظ: "إن الرجل ليدرك" كما هنا، فما اختار الشارح الاستدراك إلا بما لا يصلح للاستدراك كأنه حليف الأخطاء والأوهام وعدم الإصابة في القول والنقل، فلو آثر حديث عائشة على حديث أبي هريرة لأصاب.

وفي الباب أيضًا عن أبي سعيد وأبي الدرداء وعبد اللَّه بن عمر وعلي وعبد اللَّه ابن عمرو بن العاص، ذكرت الجميع مسندا في مستخرجي على مسند الشهاب، وانظر: "إن المؤمن" و"ما من شيء أثقل في الميزان" من الأصل.

953/ 1991 - "إنَّ الرجلَ لَيَطْلُبُ الحَاجَةَ فَيَزْويهَا اللَّهُ تَعالى عَنْهُ لمَا هو خيرٌ لهُ، فَيَتَّهِمُ النَّاسَ ظُلمًا لَهُم فيقولُ: مَنْ سَبَعَني".

(طب) عن ابن عباس

قال الشارح: قال الهيثمي: فيه عبد الغفور أبو الصباح وهو متروك.

فك: له طريق آخر بسياق أوسع مما هنا، قال أبو نعيم في الحلية [3/ 305]: حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن حمير بن يوسف ثنا علي بن معبد ثنا صالح بن بيان ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن العبد ليشرف على حاجة من حوائج الدنيا فيذكره اللَّه من فوق سبع سموات فيقول: ملائكتي إن عبدي هذا قد أشرف على حاجة من حوائج الدنيا فإن فتحتها له فتحت له بابًا إلى النار ولكن ازووها عنه، فيصبح العبد عاضا على أنامله يقول: مَنْ سَبَعني من دهاني؟ وما هي إلا رحمة رحمه اللَّه بها".

قال أبو نعيم: غريب من حديث شعبة تفرد به صالح.

قلت: وهو متروك أيضًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015