خلائقه مواهب دون كسب ... وشتّان المواهب والكسوب

وآداب النّبوّة معجزات ... فكيف ينالها الرّجل الأديب (?)

فأخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مواهب من الله تعالى، خلقه عليها، ولم يتعلمها من محيطه، ويكتسبها من غيره، ولذلك فإن هذه الفضائل تمتاز عند رسول الله عنها عند بقية الناس، بل إن كل فضيلة عند الناس مقتبسة من فضائله، ومنسوبة إليه:

مصباح كلّ فضيلة وإمامها ... ولفضله فضل الخلائق ينسب (?)

فشعراء المديح النبوي هاموا بفضائل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتغنوا بها، فأتى المدح التقليدي عندهم غير المدح المعروف عند الناس، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يختلف عن باقي الناس في كل شيء، ومن ذلك أخلاقه وميزاته، فإذا كان الشعراء يمدحون الرجل بطيب المحتد وعراقة الأصل، وكرم الأجداد والآباء، فإن رسول الله عند مدّاحه أفضل الناس أصلا، وأزكاهم نسبا، وأكرمهم محتدا.

وهو خيار من خيار من خيار، وصفوة خلق الله لا يقاربه في كرم المنبت أحد، ولا يدانيه في سمو الأصل أحد وفي ذلك قال أحد مدّاحه:

لله ممّا قد برا صفوة ... وصفوة الخلق بنو هاشم

وصفوة الصّفوة من بينهم ... محمّد النّور أبو القاسم (?)

فرسول الله هو أزكى النّاس نسبا، وهو لم يشرف بنسبه- كما يحصل لغيره من البشر- وإنما شرف نسبه به، وأخذ عنه المجد والرفعة، أو كما قال الشهاب محمود:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015