أنت المبوّأ من ذؤابة هاشم ... شرفا أناف على الكواكب طولا

بك كرّم الله الجدود وطهّر ال ... آباء إذ ولدوك جيلا جيلا (?)

فأين ذلك كله ممّن يعتزون بنسبهم، ويرفعون من قيمته، ويتباهون به على غيرهم؟

لقد وجد شعراء المدائح النبوية أنفسهم أمام بحر من الفضائل والمكرمات، فأخذوا يغترفون منه كيفما شاؤوا فلا يستطيعون لفضائله حصرا، ولا يجدون لمكرماته نفادا، فهو لا يدانى في حسبه ونسبه، ولا يدانى في كرمه أو كما قال البرعي:

أعزّ الورى أصلا وفعلا ومنشأ ... وأعلى وأسمى في الفخار وأحسب

وأحسن خلق الله خلقا وخلقة ... وأطولهم في الجود باعا وأرحب (?)

ونرى في مثل هذه الأشعار أن مدّاح النبي قرنوا كرمه الذي لا يجارى بشجاعته النادرة، وصلابته في الحق، فهو شاف لكل أدواء مجتمعه، يخلّص الناس ممّا ينغّص حياتهم، وينتقص من إنسانيتهم، وهو:

متمكّن الأخلاق إلّا أنّه ... في الحكم يرضى للإله وبغضب

يشفي الصّدور كلامه فدواؤه ... طورا يمرّ لها وطورا يعذب (?)

وهو إلى جانب عزته ومقدرته وسطوته، حليم رؤوف، يغفر الزلات، ويحلم عن المخطئين بحقه، لأن الحلم من طبعه الذي خلق عليه، وفي ذلك قال ابن جابر (?) :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015