النبوية المتكاملة المعروف من مقدمة غزلية أو ذكر للمقدسات، إلى مدح النبي الكريم بقيم مختلفة، ومن نواح متباينة مع ذكر بعض المواضيع الآخرى، واختتامها بالدعاء والصلاة عليه، ولذلك افترق شعر الموالد النبوية عن شعر المدائح النبوية، فهو يلتقي معه في الموضوع، إذ إنه يتعلق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبالهدف، فهو يرمي إلى تمجيد رسول الله ومدحه لكنه يبتعد أحيانا عند ما يكون هدفه التأريخ ونظم معنى من المعاني أو قضية من القضايا، وعند ما لا يقصد به إلا الترنم والإنشاد، وهو يفترق عنه أيضا في الشكل الفني.

فالمولد النبوي بشعره ونثره، فيه لون من ألوان المديح النبوي، وفيه صنعة فنية من نوع ما، ربما امتزجت فيه القصة والملحمة والشعر، وربما كان لونا فنيا خاصا، أو بداية للون فني خاص، فهو يلتقي مع المدح النبوي كما عرف في العصر المملوكي بأشياء، ويفترق عنه بأشياء أيضا.

وإلى جانب ذلك يوجد شعر قيل في المولد النبوي فقط، وأشاد به، وورد ذكر المولد أيضا في قصائد المديح النبوي، فهو أحد معاني مديحه صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة إلى ظهور قصائد خاصة، تنظم بمناسبة يوم المولد، يذكر فيها المولد، ويمدح النبي الكريم، ثم يمدح السلطان في ذلك الوقت، فإذا كان حاضرا الاحتفال بالمولد- وهو الغالب- تنشد القصيدة بين يديه.

وانتشر هذا اللون من القصائد في المغرب خاصة، وسميت القصيدة منه بالمولدية، لمناسبة نظمها، ولتعرضها لمولد الرسول الأمين.

فمن المدائح النبوية التي ذكر فيها المولد، قصيدة لسليمان السمهودي (?) ، بدأها بقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015