أضاء النّور وانقشع الظّلام ... بمولد من له الشّرف التّمام

ربيع في الشّهور له فخار ... عظيم لا يحدّ ولا يرام

به كانت ولادة من تسامت ... به الدّنيا وطاب بها المقام (?)

والملاحظ في ذكر الشاعر للمولد النبوي أنه تناول أثر هذا المولد على الكون، وفضل شهره على غيره من الشهور، وهذا الأمر يتكرر دائما في القصائد المولدية، التي لا تفترق عن المدائح النبوية إلا بأمرين: الأول هو نظمها بمناسبة المولد، والتأكيد على ذكر أهمية المولد في تاريخ البشرية، والثاني هو مدح سلطان الوقت الذي نظمت فيه القصيدة، فهي بذلك لون من ألوان قصائد المديح النبوي.

ومن ذلك قصيدة لعبد الله بن سيف النجاري الخزرجي (?) ، يمدح فيها النبي الكريم، ويذكر مولده، ويمدح ملك المغرب عبد العزيز المريني، يقول فيها:

لله مولدك الكريم وفادة ... وإفادة يروي الظّماء جمامها

هو أكبر الأعياد بشرى آذنت ... ألايودّع شهرها أو عامها

وافى ربيع الخير منه بليلة ... عن وجه ذاك البدر حطّ لثامها

طفئت بها نيران فارس بعد ما ... لم تطف ألفا عدّدت أعوامها

هي ليلة فاق اللّيالي فضلها ... وتشّرفت بزمانها أيّامها

أبدى الكريم إمامنا تعظيمها ... وله يحقّ بواجب إعظامها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015