ومن امسى له الفِراقُ قريناً ... والهوَى أسقياه كأس غرام

كيف عذلِي ولست تعلم ما بي؟ ... جَلَّ ما بي فلا تَعُدْ لكلامي

لو تراني إذا تدلَّى سُهَيل ... أودنا للمغيب بَعْض النَّعام

أتقلَّى على الفِراش ضجيعاً ... مُدنِفاً تحته وهيج الضرام

ليت شعري وللزَّمان صروف ... لم تزل وهي غير ذات انصرام

هل أنالنَّ ما أُؤمِّل ممَّن ... يتمنى كدي بغير احترام

إذ رمتني بأسهم قاتلات ... أثبتتني حتفاً، وطاشت سهامي

دِعص رمل حُرٍّ عَليه قضيب ... سَيسَبَان عليه بدر التَّمام

وبخدين واضحين أسيليْ ... ن وثغر يسبي ذوي الأحلام

ولها جيد مُغزل أمّ خشف ... ترتعي بين عرفج وبشام

ومن شعره أيضاً: طويل:

بَكَيت فهل من مُسعد لبكائيا؟ ... وناديت هِنداً لو أجابت ندائيا

وهيَّج أشواقَ الفؤاد حمائم ... تداعين بين الرقمتين تداعيا

يغنّين أحياناً ويضحكن تارة ... فما رمت حتَّى خلتهنَّ بواكيا

فقلت: حمامات بهنَّ من الأسى ... ولوعة تفريق النَّوى مثل ما بيا

خليليّ إني مسعد الورق إن بكت ... فهل تريان الحقَّ أن تُسعدانيا؟

فإن تفعلا تستكملا أجر صحبتي ... وإلا فكُفَّا صاحبَيَّ ملاميا

والعشميّ هذا كان في الزمان القريب، وكان في أيام الصُّلَيْحي، الدَّاعي باليمن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015