ما لهُمْ أَنكروا سواداً بخدّيْ ... هِ ولا يُنكرون وَرْدَ الغصونِ؟
إن يكن عيبُ خدِّهِ بَدَدُ الشع ... رِ فعيبُ العيون شَعرُ الجفونِ
فقلت له: نفَيتَ القياس في الفقه وأثبته في الشعر؟! فقال: غَلَبَةُ الهوى، ومَلَكَةُ النفوس دعوا إليه؟ قال: ومات من ليلته أو في اليوم الثاني. وبالإسناد قال: أحمد بن علي قال: قرأت على الحسن ابن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي، أن يوسف بن يعقوب القاضي مات في يوم الاثنين لتسع خلين من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين، قال: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه، مات محمد بن داود بن علي الأصبهاني.
مدرّس مدرسة بني يعقوب بسنجار، فقيه شافعي، مناظر؛ خرج عن دمشق هو ورجل مغربي واصطحبا على المصافاة والإخلاص، واتحدا بالمودّة، واشتركا في العلوم اشتراكاً غير مميز لأحدهما عن الآخر، ودوَّخا العراق، وأرمينية، وبلد الروم، وأقاما بحلب مدة ثم توجها إلى سِنجار، فتولى محمد هذا التدريس، ورفيقه الإعادة، وأقاما هناك مدة مديدة، ومات الرفيق المغربي بسنجار في حدود سنة عشرين وستمائة؛ وبقي محمد الدمشقي هذا إلى وقتنا وهو سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. وشعره قليل، من ذلك ما أنشدنيه له الفقيه شمس الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن دبابا السنجاريّ، وكتب لي خطه به، قال: أنشدني الشمس الدمشقي المدرس بمدرسة ابن يعقوب بسنجار، في القضاة من الأكراد الذين استولى أمرهم في الأحكام على أرض الجزيرة ومدنها: كامل: