من أهل الموصل، ورد بغداد مجتازاً وخرج منها إلى خراسان، وذكره علي بن الحسن الباخرزي في كتابه فقال: لفظته الغربة إلى خراسان، فأقام ببلادها، ورمت به الموصل، وهو من أولاد أكبادها، وهو صديقي الصدوق منذ سنين، وقد وجدته في أنواع الفضل من المحسنين، ولم أرَ من ذوي الفنون مثله، على أن الدَّهر قد بخس حظه وظلمه فضله، وقد أهدى إليَّ من نتائج فكره هذه القصيدة النظامية وألحقتُ منها بهذا الكتاب ما كان من شرطه، وذلك قوله فيها: طويل:
وهل تركتْ فيَّ الحوادثُ مُنَّةً ... بها أستميلُ، الخلَّ أو أستزيدُهُ؟
إذاعدمَ المرءُ الكمالَ فإنَّهُ ... سواءً علينا فقدُه ووجودُه
إذا المرءُ لم تستأنفِ المجدَ نفسُهُ ... فلا خير فيما أورثَتْهُ جدودُه
إذا رنَّقَ العذبُ الفراتُ فإنَّه ... عزيزٌ على نفس الكريم ورودُه
بنفسي من الفتيان كلُّ مُصَمِّمٍ ... إذا صافحَ المكروهَ هانَ شديدُه