وحصل له بها تقدم، وولده هذا كان نقيباً في الأيام المصرية، فلما دخلت الغُزُّ البلاد، ولّوا رجلاً أعجمياً النقابة، يعرف بأبي الدّلالات، ثم ولّي هذا الشريف بآخرةٍ نقابة النقباء الأقارب من ولد إسماعيل نسباً، صاحب للقصر كان (؟) وكان أكثر زمانه منقطعاً في داره إلى التصنيف في علم الأنساب، أدركته ورأيته، وكان يكثر، إلى أن يغلب على الظن كذبه - رحمه الله وغفر لنا وله - وكان له شعر ولوالده أيضاً، فمن شعره قوله لبعض الأشراف بدمشق: طويل:
أَحنُّ إلى ذكراك يا ابن محسَّنٍ ... وأرجو من الله اللقاءَ على قُرْبِ
لما لكَ في قلبي من الموضع الذيترى فيه كل الحب جزءاً من الحب وللمفخر السامي الذي قد حويتَهوسار مسير الشمس في الشرق والغرب فأصبحتَ تاجاً للفخار ومَفرِقاًوقطب المعالي بل أجلَّ من القطبِ
فلا عدِمَت روحي الحياة فإنها ... قرينة ما يأتي إليّ من الكتبِ
وله أشعارٌ كثيرة في المدح لأجلاّء زمانه. توفي بعد سنة خمس وثمانين وخسمئة.
قال يوم الحرَّة: طويل:
فإن تقتلونا يوم حرَّة واقم ... فنحن على الإسلام أول من قَتلْ
ونحن تركناكم ببدر أذلة ... وأُبنا بأسلاب لنا منكم نَفَلْ
فإن ينج منها عائذُ البيت سالماً ... فما نالنا منكم وإن شفَّنا جَللْ
أبو المظفر، المعروف بأبي حليم الحنفي. أنبأاني أبو المظفر عبد الرحيم