اعْلَم ان الحركات ثَلَاث فَتْحة وكسرة وضمة فموضع الفتحة من الْحَرْف أَعْلَاهُ لَان الْفَتْح مُسْتَعْمل وَمَوْضِع الكسرة مِنْهُ أَسْفَله لَان الْكسر مستفل وَمَوْضِع الضمة مِنْهُ وَسطه أَو امامه لَان الفتحة لما حصلت فِي اعلاه والكسرة فِي أَسْفَله لاجل استعلاء الْفَتْح وتسفل الْكسر بقى وَسطه فَصَارَ موضعا للضمة فاذا نقط قَوْله الْحَمد لله جعلت الفتحة نقطة بالحمراء فَوق الْحَاء وَجعلت الضمة نقطة بالحمراء فِي الدَّال اَوْ امامها إِن شَاءَ الناقط وَجعلت الكسرة نقطة بالحمراء تَحت اللَّام وَالْهَاء وَكَذَلِكَ يفعل بِسَائِر الْحُرُوف المتحركة بالحركات الثَّلَاث سَوَاء كن إعرابا أَو بِنَاء اَوْ كن عوارض
وَإِنَّمَا جعلنَا الحركات المشبعات نقطعا مُدَوَّرَة على هَيْئَة وَاحِدَة وَصُورَة متفقة وَلم نجْعَل الفتحة ألفا مضجعة والكسرة يَاء مَرْدُودَة والضمة واوا صغرى على مَا ذهب اليه سلف اهل الْعَرَبيَّة إِذْ كن مأخوذات من هَذِه الْحُرُوف الثَّلَاثَة دلَالَة على ذَلِك اقْتِدَاء منا بِفعل من ابْتَدَأَ النقط من عُلَمَاء السّلف بِحَضْرَة الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم واتباعا لَهُ واستمساكا بسنته إِذْ مُخَالفَته مَعَ سابقته وتقدمه لَا تسوغ وَترك اقتفاء أَثَره فِي ذَلِك