ويدل على أنه قد كان في الأصل أن يقال في تكسير سكران: سَكارِين بالنون ما أنشده الفراء:

إنْ يهبِطِ الضبُّ أرضَ النونِ ينصُرُهُ ... يهلِكْ ويعْلُ عليْهِ الماءُ والطينُ

أو يهبِطِ النونُ أرضَ الضبِّ ينصُرُهُ ... يهلِكْ ويأكُلُهُ قومٌ غَراثِينُ

فهذا تكسير غَرْثَان1، ومؤنثه غَرْثَى. أخبرنا أبو علي عن الفراء يقول الشاعر:

مَمْكُورَةٌ غَرْثَى الوشاح السالِسِ ... تضحَكُ عنْ ذِي أُشُرٍ عُضَارس2

وأما "سُكارى" بالضم في السين فظاهره أن يكون اسما مفردا غير مكسّر كَجُمادَى وحُمَادَى3 وسُمانَى4 وسُلَامَى5. ُّ

وقد يجوز أن يكون مكسَّرًا مما جاء على فُعَال: كالظُّؤار6، والعُرَاق7، والرُّخال8، والثُّناء9، والتؤام10، والرباب11، إلا أنه أنَّثّ بالألف كما أنَّثّ بالهاء في قولهم: النُّقاوة12. قال أبو علي: وهو جمع نِقْوَة، وأنَّثّ كما أنَّثّ فِعَال في نحو: حِجَارة، وذِكَارَة وعِيَارَة13.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015