سورة الحج:

بسم الله الرحمن الرحيم

ومن ذلك قراءة الأعرج والحسن، بخلاف: "وَتَرَى النَّاسَ سُكُرَى وَمَا هُمْ بِسُكُرَى"1. ورُوِّينا عن أبي زرعة أنه قرأها أيضا: "سُكْرى"

بضم السين والكاف ساكنة. كما رواه ابن مجاهد عن الحسن والأعرج.

قال أبو الفتح: يقال رجل سَكْرَان وامرأة سَكْرَى، كغَضْبَان وغَضْبَى. وقد قال بعضهم: سَكْرَانة، كما قال بعضهم: غَضْبَانة، والأول أقوى وأفصح. فأما في الجميع2 فيقال: سَكَارَى بفتح السين، وسُكَارَى بضمها، وسَكْرَى كصَرْعَى وجَرْحَى. وذلك لأن السُكْرَ علةٌ لَحِقَت عقولهم، كما أن الصرع علة لحقت أجسامهم. وفَعْلَى في التكسير مما يختص به المبتلون، كالمرضى، والسقمى، والموتى، والهلكى. وبكل قد قرأ الناس3 [104و]

فأما "سَكارَى"، بفتح السين فتكسير لا محالة وكأنه منحرف به عن سَكارِين، كما قالوا: ندمان وندامى، وكان أصله نَدامِين، وكما قالوا في الاسم: حومانة4 وحَوَامِين، ثم إنهم أبدلوا النون ياء. فصارت في التقدير سَكَارِيّ، كما قالوا إنسان وأَنَاسِيّ، وأصله أناسِين، فأبدلوا النون ياء، وأدغموا فيها ياء فعالِيل. فلما صار "سكاريّ" حذفوا إحدى الياءين تخفيفا فصار "سَكارِي"، ثم أبدلوا من الكسرة فتحة ومن الياء ألفا؛ فصار "سَكارَى"، كما قالوا في مدار5 وصحار ومعاي6: مَدارَى وصَحارَى ومَعايا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015