المحبر (صفحة 226)

وكان عبد الله إذ ذاك/ بأرمينية. فلما بلغه الحديث وما قالته المرأة، قال: «لبيك» . وأقبل منحطا حتى وافى جسر منبج فقتل العطار ورجع إلى أرمينية. فأخذ بالعطار غير واحد حتى علموا أن عبد الله قتله.

فحبس عبد الله بأرمينية فقال:

إن المنايا لفيروز لمعرضة ... يغتاله البحر أو يغتاله الأسد

أو عقرب أو شجا فى الحلق معترض ... أو حية فى أعالى متنها ربد

أو جرمقيان [1] باتا يرطنان له ... أدنى ديارهم الحصنان أو بلد

أو مضمر الغيظ لم يعلم باحنته ... وما تجمجم في حيزومه أحد

واجتمع الناس بدابق يتجهزون لغزو الروم. فجلس ابن سبرة إلى بزاز عراقي يبتاع منه ثيابا. فذكر البزاز أبا بكر وعمر وعثمان فنال منهم. فزجره ابن سبرة وقال: «أقبل على أمرك ودع مالا يعنيك» . فلم ينته عن قوله. فتناول عبد الله من الصياقلة سيفا فقتله به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015