المحبر (صفحة 217)

ذات يوم إذا هو بالنمر قد طلع عليه. فتعرض له كأنه يريده.

فانتّزع نبله فأراه إياها. فبسط النمر أظفاره فأراه إياها. فاستل قران سيفه فكشّر النمر عن أنيابه. ثم أغمد قران سيفه. فخرج/ النمر موليا. ومضى قران. فأتبعه النمر. فلما نظر إليه قران رجع النمر فمضى قران فرجع النمر فى أثره. فالتفت إليه قران. فولى النمر.

فعرف قران أنه يدعوه وقران يومئذ جائع قد أخفق من الصيد قبل ذاك. فأتبعه قران والنمر يمشى قدامه. فوجد أروية قد دق النمر عنقها. فذبحها قران والنمر ينظر حوزة منه. ثم اقتدح قران نارا، فاشتوى، وقطعها، وجعل يلوح على النار منها، ويرمي به إلى النمر.

ثم قدد بقيتها. فكانا كذلك. إذا اصطاد قران شيئا أطعم منه النمر.

وإذا قتل النمر شيئا أرشد إليه قران. وكان لهما ردهة يردانها. فان ورد النمر تأخر قران حتى يلغ من الماء ويتمرغ فيه، ثم يخرج فيصدر، ويرد قران. وإن ورد قران قبله تأخر النمر عنه حتى يشرب قران ويغتسل. فقال قران في ذلك، وكان لقران أخ بالشأم يقال له الجون بن يسار، وهو يصف النمر:

خليلاى! لا تجرى الحرابة بيننا ... شريعتنا لأينا جاء أول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015