قليلا. ثم عقر منها ناقة يقال لها الجزلاء. فسمي ذلك الفلق/ فلق الجزلاء.
ثم لم يزل يسوقها قليلا قليلا ويؤيه بها إذا نفرت ويخبأ منها السيف حتى عقرها جمعا. وبقيت منها قلائص خمس كن في أوائل الابل حواشي بنات لبون. فطردهن في الليل حتى أقبلهن شعبا من احامر يقال له لحيا جمل. فعقر ثلاثا منهن بالنبل ِوعلق في الاخريين سهاما من سهامه. ثم عتكتا عليه فانحازِتا في الشعب. وخرج يطردهما.
فأما إحداهما فخرجت لمعهد الابل. وافترد بالأخرى حتى عقرها بفلق يقال له فلق ابنت الرقبا [1] . وبين معقر الإبل وهذا الفلق خمسة عشر ميلا. وخرجت القلوص الاخرى حتى صبحت الرباع قياما عند رؤوس امهاتها تحان والابل معقرة، قد مات بعضها. فلما وجدت ريح الدم ورأت العقرى خرجت تعدو إلى الماء. واتبعها الراعي. وهي مائة ربع، وقد تلطخت مذارعها ورؤوسها وأعناقها من دماء امهاتها. فوردت على الشمر دل. فخرجت بنو أعيا تعادي إلى الابل فنحروا أحياءها واقتسموا لحومها. وخرج قران حتى سند في أبان الأبيض وهو جبل بين بنى أسد وقيس وهو كثير الأروى وضروب الوحش والماء. فجعل يتبع الوحش فيرميها ويقتلها ويأكل من لحومها ويشرب من ذلك الماء. فبينا هو كذلك