وأما (حنظلة) بن عثمان بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو بن أسد، فانه كان يتنقل في العرب لجرائره وكان مشيعا. فكانت العرب قد عرفت فتكه. وكان من أجمل الناس. فكان يتبرقع مخافة أن يغار عليه الرجال. وإنه نزل في بعض تنقله في بني عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة. وكانت معه بنت عم له ومعها أولاد لها صغار وله إبل عظيمة له فيها راع. فقال بنو ضبة: / إن حنظلة أغدر الناس وأخبثهم. ولو سلم عليه أحد لسلم عليه قومه بنو أبيه. ما جاور قوما قط إلا وقعوا منه فى بلية. فاقتسموا ماله واقتلوه واجعلوا امرأته لفلان فانه ليست له امرأة. فأجمع رأيهم على ذلك. فظلوا يضربون بالقداح على ماله إلى أن غضب على امرأته فضربها. ثم غدا إلى حاجته. فجاءتها إحدى جاراتها فوجدتها تبكي. فقالت: «ما يبكيك؟» قالت: «هذا الخبيث يضربني ويسيء صحبتي.» فقالت لها: «لا تبكى فانما ينتظرون به أن تنفد الحرم ويقتلوه. وما بقي إلا أربع ليال أو خمس. ويجعلوك لفلان لأشفّهم نسبا وأكرمهم حسبا وأحسنهم وجها. وهم هؤلاء يضربون القداح على ماله.» فأرتها أمرأة حنظلة أن الذي حدثتها به قد سرها. فلما رجع حنظلة إليها من النهار قصت عليه القصة. فقام