كنت خليقا أن أقتل منكم رجلا. وأنا مستقسم بقداح معي. فأما أحدها فإن فيه أن أستأسر لكم. فان خرج ذلك القدح استأسرت.
وفي الآخر [أن] أقتحم. فان خرج ذلك القدح اقتحمت وكفيتكم نفسي. وفي الآخر أن أقاتلكم وهي التي تستعجلون إليها. فلا عليكم أن تؤخروها قليلا» . قالوا: «فأنت وذاك فافعل ما تريد» . فوقف وتوقفوا عنه. وأخرج قداحه فاستقسم. فخرج قدح الاقتحام.
فقالوا: «مالك؟» قال: «هيهات هيهات! هواء بعيد ولست بفاعل حتى اعذر» . ثم استقسم ثانية فخرج قدح [1] الاقتحام. فقالوا:
«مالك؟» قال: «خرج قدح الاقتحام وأنا فاعل ذلك.» قالوا:
/ «فافعل.» فوثب: [2] وأقبل يتعصب بثيابه. فلما فرغ أخذ ترسه ووضع جبهته على مملك الترس. ثم انصب على رأسه. وأقبلوا حتى وقفوا على مقامه. فنظروا إليه يهوي حتى تغيب في الظلمة. ثم لم يشعروا به حتى رجع عليهم. فلما وازن بهم أو كاد، خفض. ثم رجع