أهله.
وأما (مرة) بن خُليف الفهمي فكان من شياطين العرب. وكان يكثر الغزو والقتل. وإنه غزا الأزد فاسند في جبل لهم منكر، ليجد فرصة فيغير. وأقبلت امة لهم حتى أتت ماء في أصل الجبل تستقي منه في قربة لها. ولم يفطن لها مرة، وكان جالسا على صخرة يأكل تمراً.
فألقى نواة فسقطت على الأمة فأخذتها. فلما رأتها رطبة ارتابت، / فنظرت في السماء أن يكون طائر ألقاها. فلم تر طائرا. وأطلع مرة رأسه فاذا هي به ولم يرها. فملأت قربتها ومضت. فلما برزت رءآها، فأوجس أن تكون رأته. فرمقها وقال في نفسه: «إن مضت ولم تلتفت فإنها لم ترني» . فلما مضت غير بعيد، التفتت. فعلم أنها قد رأته، وأنها ستنذر الحي به. فانحدر وخرج متوجها سريعا. وجاءت الأمة إلى الحي فأخبرتهم الخبر. فأخذوا سلاحهم واتبعوا حيث قالت لهم، حتى وجدوا أثره. وأظلموا وأظلم فأخطأوا الطريق. فلما أصبحوا وجدوا أثره، وإذا هو قد عدل عن الطريق، فأتبعوه.
ومضى حتى انتهى إلى السك فإذا لا منفذ له ولا طريق. فصعد حتى انتهى إلى الهواء. فوقف وعلم أن القوم في أثره حتى انتهوا إليه.
فلما رأوه واثبوه. فقال: «لا عليكم ان تمكثوا قليلا. فاني إن قاتلتكم