والنار في أحجارها مخبوءة ... لا تصطلى إن لم تثرها الأزند
والبدر يدركه الظلام فتنجلي ... أيامه وكأنه متجدد
والزاعبية لا يقيم كعوبها ... إلا الثقاف وجذوة تتوقد
غير الليالي بادئات عود ... والمال عارية يفاد وينفد
لا يؤيسنك من تفرج كربة ... خطب أتاك به الزمان الأنكد
فلكل حال معقب ولربما ... أجلى لك المكروه عمّا تحمد
كم من عليل تخطاه الردى ... فنجا ومات طبيبه والعود
صبراً فإن اليوم يعقبه غد ... ويد الخلافة لا تطاولها يد
والحبس ما لم تغشه لدنية ... شنعاء نعم المنزل المتورد
لو لم يكن في الحبس إلّا أنّه ... لا يتسذلّك بالحجاب الأعبد
بيت يجدد للكريم كرامةً ... ويزار فيه ولا يزور ويحمد
أبلغ أمير المؤمنين ودونه ... خوف العدا ومخاوف لا تنفد
أنتم بنو عم النبي محمد ... أولى بما شرع النبي محمد
ما كان من حسن فأنتم أهله ... كرمت مغارسكم وطاب المحتد
أمن السوية يا ابن عم محمد ... خصم تقربه وآخر يبعد
يا أحمد ابن أبي دؤاد إنما ... تدعى لكل كريهة يا أحمد
إن الذين سعوا إليك بباطل ... أعداء نعمتك التي لا تجعد
شهدوا وغبنا عنهم فتحكموا ... فينا وليس كعائب من يشهد
لو يجمع الخصماء عندك منزل ... يوماً لبان لك الطريق الأرشد
والشمس لولا أنها محجوبة ... عن ناظريك لما أضاء الفرقد
وضده، أنشدنا عاصم بن محمد الكاتب لنفسه، لما حبسه أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف قوله:
قالت: حبست. فقلت: خطب أنكد ... أنحى علي به الزمان المرصد
لو كنت حراً كان سربي مطلقاً ... ما كنت أحبس عنوةً وأقيد