لو كنت كالسيف المهند لم يكن ... وقت الكريهة والشدائد يغمد
لو كنت كالليث الهصور لما رعت ... في الذئاب وجذوتي تتوقد
من قال إن الحبس بيت كرامة ... فمكاثر في قوله متجلد
ما الحبس إلا بيت كل مهانة ... ومذلة ومكاره لا تنفد
إن زارني فيه العدو فشامت ... يبدي التوجع تارةً ويفند
أو زارني فيه المحب فموجع ... يذري الدموع بزفرة تتردد
يكفيك أن الحبس بيت لا يرى ... أحد عليه من الخلائق يحسد
تمضي الليالي لا أذوق لرقدة ... طعماً وكيف يذوق من لا يرقد
في مطبق فيه النهار مشاكل ... لليل والظلمات فيه سرمد
فإلى متى هذا الشقاء مؤكد ... وإلى متى هذا البلاء مجدد
ما لي مجير غير سيدي الذي ... ما زال يكفلني فنعم السيد
غذيت حشاشة مهجتي بنوافل ... من سيبه وصنائع لا تجحد
عشرين حولاً عشت تحت جناحه ... عيش الملوك وحالتي تتزيد
فخلا العدو بموضعي من قلبه ... فحشاه جمراً ناره تتوقد
فاغفر لعبدك ذنبه متطولاً ... فالحقد منك سجية لا تعهد
واذكر خصائص خدمتي ومقاومي ... أيام كنت جميع أمري تحمد
وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنهم:
خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها ... فلسنا من الأموات فيها ولا الأحيا
إذا دخل السجان يوماً لحاجة ... عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا
ونفرح بالرؤيا فجل حديثنا ... إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا
فإن حسنت كانت بطيئاً مجيئها ... وإن قبحت لم تنتظر وأتت سعيا
وقال آخر:
ألا أحد يدعو لأهل محلة ... مقيمين في الدنيا وقد فارقوا الدنيا