قال الكسروي: وقع كسرى بن هرمز إلى بعض المحبسين: «من صبر على النازلة، كان كمن لم تنزل به، ومن طول في الحبل كان فيه عطبه، ومن أكل بلا مقدار تلفت نفسه» . قيل ودخل ابن الزيات على الأفشين وهو محبوس فقال يخاطبه:
اصبر لها صبر أقوام نفوسهم ... لا تستريح إلى عقل ولا قود
فقال الأفشين «1» : «من صحب الزمان لم ينج من خيره أو شره ووجد الكرامة والهوان، ثم قال:
لم ينج من خيرها أو شرها أحد ... فاذكر شوائبها إن كنت من أحد
خاضت بك المنية الحمقاء غمرتها ... فتلك أمواجها ترميك بالزبد
ولعلي بن الجهم «2» لما حبسه المتوكل:
قالت حبست فقلت ليس بضائري ... حبسي وأي مهند لا يغمد
أو ما رأيت الليث يألف غيله ... كبراً وأوباش السباع تردّد