قال: فجاء الحسن بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه فوضعهما بين يدي الحجاج، فأرسل الحجاج إلى رجل من بني أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: «هل تعرف سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم» ؟ قال: «نعم» ، فخلطه بين أسيافه ثم قال: «أخرجه» . ثم جاء بالدرع فنظر إليها، ثم قال: «هناك علامة كانت على الفضل بن العباس يوم اليرموك، فطعن بحربة فخرقت الدرع فعرفناها» ، فوجد الدرع على ما قال. فقال الحجاج: «أما والله لو لم تجئني به، وجئت بغيره لضربت به رأسك» . وذكروا أن الحجاج قال ذات ليلة لحاجبه: «أعسس «1» بنفسك، فمن وجدته فجئني به فلما أصبح أتاه بثلاثة، فقال: «أصلح الله الأمير ما وجدت إلا هؤلاء الثلاثة» ، فقال الحجاج لواحد منهم: «ما كان سبب خروجك بالليل وقد نادى المنادي أن لا يخرج أحد بالليل» ، قال: «أصلح الله الأمير كنت سكران فغلبني السكر فخرجت ولا أعقل» ، ففكر ساعة ثم قال: «سكران غلبه سكره خلوا عنه لا تعودن» . ثم قال للآخر: «فأنت ما كان سبب خروجك» ؟ قال: «أصلح الله الأمير كنت مع قوم في مجلس يشربون فوقعت بينهم عربدة فخفت على نفسي فخرجت» ، ففكر الحجاج ساعة فقال: «رجل أحب المسالمة خلوا عنه» ، ثم قال للآخر: «ما كان سبب خروجك» ؟ فقال: «لي والدة عجوز، وأنا رجل حمال فرجعت إلى بيتي فقالت والدتي: ما ذقت إلى هذا الوقت طعاماً ولا ذواقاً، فخرجت التمس لها ذلك فأخذني العسس» ففكر ساعة ثم قال:
«يا غلام اضرب عنقه، فإذا رأسه بين رجليه» .