قال أكثم بن صيفي «1» : «مقتل الرجل بين فكيه- يعني لسانه-» وقال:
«رب قول أشد من صول» ، وقال: «لكل ساقطة لا قطة» . وقال المهلب لبنيه: «اتقوا زلة اللسان فإني وجدت الرجل تعثر قدمه فيقوم من عثرته، ويزل لسانه فيكون فيه هلاكه» . قال يونس بن عبيد «2» : «ليست خلة من خلال الخير تكون في الرجل هي أحرى أن تكون جامعة لأنواع الخير كلها من حفظ اللسان» . وقال قسامة بن زهير: «يا معشر الناس، إن كلامكم أكثر من صمتكم، فاستعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الصواب بالفكر» . وكان يقال: «ينبغي للعاقل أن يحفظ لسانه كما يحفظ موضع قدمه، ومن لم يحفظ لسانه فقد سلطه على هلاكه» . وقال الشاعر:
عليك حفظ اللسان مجتهداً ... فإن جل الهلاك في زلله
وقال غيره:
وجرح السيف تأسوه فيبرا ... وجرح الدهر ما جرح اللسان
جراحات الطعان لها التئام ... ولا يلتام ما جرح اللّسان