الله العباسي، والي الحرمين، فإنه قال: «هذا يوم يهدى فيه إلى السادة والعظماء، والواجب أن أهدي سيدي الأكبر» . ثم دعا بعشرة آلاف دينار، فقسمها على أهل الحرمين، فكانت فكرته في هذا، أحسن من فعله.

كتب سعيد بن حميد إلى بعضهم: «النفس لك، والمال منك. غير أني كرهت أن أخلي هذا اليوم من سنة، فأكون من المقصرين، أو أدعي أن في ملكي ما يفي بحقك، فأكون من الكاذبين. وقد وجهت إليك بالسفرجل لجلالته، والسكر لحلاوته، والدرهم لنفاقه، والدينار لعزه؛ فلا زلت جليلاً في العيون، مهيباً في القلوب، حلواً لأخوانك كحلاوة السكر، عزيزا بعد الملوك، لا تحسن أمنيتهم إلا بك، ولا زلت نافقاً كنفاق الدرهم» .

وأهدى أحمد بن يوسف إلى إبراهيم بن المهدي، وكتب إليه:

«الأمراء، أعزك الله، تسهل سبيل الملاطفة في البر، فأهديت هدية من لا يحتشم إلى من لا يغتنم مالاً، فلا أكثره تبجحاً، ولا أقله ترفعا» .

وقال: كتب الحسن بن وهب إلى المتوكل في يوم نيروز بهذه الرقعة:

«أسعدك الله، يا أمير المؤمنين، بكر الدهور، وتكامل السرور، وبارك لك في إقبال الزمان، وبسط بين خلافتك الآمال، وخصك بالمزيد، وأبهجك بكل عيد، وشد بك أزر التوحيد، ووصل لك بشاشة أزهار الربيع المونق، بطيب أيام الخريف المغدق، وقرب لك التمتع بالمهرجان والنيروز، بدوام بهجة أيلول وتموز، وبمواقع تمكين لا يجاوزه الأمل، وغبطة إليها نهاية ضارب المثل؛ وعمر ببلائك الإسلام، وفسح لك في القدرة والمدة، وأمتع برأفتك وعدلك الأمة، وسر بلك العافية، ورداك السلامة، ودرعك العز والكرامة، وجعل الشهور لك بالإقبال متصدية، والأزمنة إليك راغبة متشوقة، والقلوب نحوك سامية، تلاحظك عشقاً، وترفرف نحوك طرباً وشوقاً» .

وكتب في آخره:

فداك الزمان، وأهل الزمان ... إمام الهدى بك مستبشرينا

وقد ألقوا إليك مقاليدهم ... جميعاً مطيعين، مستوثقينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015