فنودي عليها، فبلغت مائة ألف دينار، فبعث حسان أثمانها، وقال: «يا أمير المؤمنين، قد طابت الآن، هذه مائة ألف دينار تحمل إلى بيت المال، فأقبل هديتي» ؛ فقبلها، ونادى على مناديه حسان، سيد موالي أمير المؤمنين:
«قد طابت الآن هذه» .
واستملح المأمون من أبي سلمة ذكر هدية لطيفة، قال: أهدي إلى أمير المؤمنين خوانا من جزع، ميلاً في ميل، فقال المأمون: «أو قبضت الهدية» ؟ قال: «نعم» . قال: «أفهي في داري أم داري فيها» ؟ قال:
«بل هي في منديل» . فدعا بهديته، فإذا خوان من جزع عليه ميل من ذهب، وقد صنع من مائة مثقال بطول الخوان وعرضه، فاستملحه وقبله.
وأهدت أسماء بنت داود إلى أسماء بنت المنصور مائة مركن من فضة، فيها أنواع اللخالخ والريحان المطيب، ومائة جفنة مطيبة، وأنواع من الأطعمة والأشربة، وعشراً من الوصائف في قد واحد، فقومت هديتها، فبلغت خمسين ألف دينار.
وبعث الحسن بن وهب إلى المتوكل بجام من ذهب، فيه ألف مثقال من العنبر، وكتب إليه:
يا إمام الهدى، سعدت من ال ... دّهر بركن من الإله، عزيز
وبظلٍ من النعيم مديد، ... ويحرز من الليالي، حريز
لا تزل ألف حجةٍ مهرجانٍ ... أنت تفضي به إلى النيروز
ونعيمٍ ألذ من نظر المعشو ... ق، من بعد نبوةٍ ونشوز
قال خالد المهلبي: «أهديت إلى المتوكل في يوم نيروز ثوب وشيٍ منسوج بالذهب، ومشمة عنبر، عليها فصوص جوهر مشبك بالذهب، ودرعاً مضاعفة، وخشبة بخور نحو القامة، وثوباً بغدادياً يقطع ثوباً. فأعجبه حسنه، ثم دعا به، فلبسه، وقال: «يا مهلبي، إنما لبسته لأسرك به» ، فقلت: «يا أمير المؤمنين، لو كنت سوقة لوجب على الفتيان تعلم الفتوة منك، فكيف وأنت سيد الناس، وأحسن من جميع ما تقدم ذكره، قول عبد