وجعل الخمسة الأيام الأولى للأشراف، وبعد خمسة أيام نيروز الملك، يهب فيها ويصل، ثم بعدها خمسة أيام لخدم الملك، وخمسة أيام لخواص الملك، وخمسة أيام لجنده، وبعدها خمسة أيام للرعاع، فذلك ثلاثون يوماً. وابتدع المهرجان أفريدون لما أسر البيوراسف روز مهر، وكان الملك إذا لبس زينته، ولزم مجلسه في هذين اليومين، أتاه رجل رضي الإسم، مختبر باليمن، طلق الوجه، ذلق اللسان، فيقوم قبالة الملك، ويقول:

«أئذن لي بالدخول» فسأله: «من أنت؟ ومن أين جئت؟ وأين تريد؟ ومن سار بك؟ ومع من قدمت؟ وما الذي معك» ؟ فيقول: «جئت من عند الأيمنين، وأريد الأسعدين، وسار بي كل منصور، واسمي خجسته، أقبلت معي السنة الجديدة، وأوردت إلى الملك بشارة، وسلاماً، ورسالة» .

فيقول الملك: «ائذنوا له» ، فيقول له الملك: «ادخل» ، ويضع بين يديه كوباً من فضة، قد جمع في نواحيه أرغفة قد خبزت من أنواع الحبوب من البر والشعير والدخن والذرة والحمص والعدس والأرز والسمسم والباقلي واللوبيا، وجمع من كل صنف من هذا الحبوب سبع حبات، فجعل في جوانب الخوان، ووضع في وسطه سبعة من قضبان الشجر التي يتفاءل بها وباسمها، ويتبرك بالنظر إليها كالخلاف والزيتون والسفرجل والرمان، منها ما يقطع على عقدة، ومنها على عقدتين، ومنها على ثلاثة، ويجعل كل قضيب باسم كورة من الكور، ويكتب في مواضع «ابزود وابزائد وابزون وبروار وفراخى وفراهيه» تأويله «زاد ويزيد وزيادة ورزق وفرح وسعة» ، ويوضع سبع سكرجات بيض، ودراهم بيض من ضرب سنته، وديناره جديد، وضغث من أسبند، ويتناول ذلك كله، ويدعو له بالخلود وداوم الملك والسعادة والعز، ولا يؤامر يومه في شيء، إشفاقا من أن يبدو منه ما يكره، فجرى على سنته، وكان أول ما يقدم إليه صينية ذهب أو فضة، عليها سكر أبيض، وجوز هندي مقشر رطب، وجامات فضة أو ذهب، ويبتديء باللبن الحليب الطري منه، قد أنقع فيه تمر طري، فيتناول بالنارجيل تميرات، ويتحف من أحب منه، ويذوق ما أحب من الحلوى، وكان يرفع في كل يوم من أيام النيروز بازا أبيض، وكان ممن يتيمن بابتدائه في هذا اليوم، لقمة من اللبن الصرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015