النيروز والمهرجان

قال الكسروي «1» : «كان أول من أبدع النيروز، وأسس منازل الملوك، وشيد معالم السلطان، واستخرج الفضة والذهب والمعدن، واتخذ من الحديد آلات، وذلل الخيل وسائر الدواب، واستخرج الدر وجلب المسك والعنبر وسائر الطيب، وبنى القصور واتخذ المصانع، وأجرى الأنهار «كيا خسرو بن أبرويز جهان» وتفسيره: حافظ الدنيا بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام. وكان الأصل فيه أنه، في النيروز، ملك الدنيا، وعمر أقاليم إيران شهر، وهي أرض بابل، فيكون النيروز في أول ما اجتمع ملكه، واستوت أسبابه، فصارت سنة، وكان في ملكه ألف سنة وخمسين سنة، ثم قتله البيوراسف، وملك بعده ألف سنة إلى أفريدون بن أثفيان، وفيه يقول حبيب:

وكأنه الضحاك في فتكاته ... بالعالمين، وأنت أفريدون

فطلب البيوراسف، وملك بعده ألف سنة وخمسين سنة، وأسره بأرض المغرب، وكبله وسجنه بحبل دنياوند، واستوفى عدة ما كتب الله له من عمره، واتفق لأفريدون سجن البيوراسف يوم النصف من مهر ماه ومهر روز، فسمى ذلك اليوم «المهرجان» ؛ فالنيروز لحم، والمهرجان لا فريدون.

والنيروز أقدم من المهرجان بألفي وخمسين سنة. وقسم «جمه» أيام الشهر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015