قبرٌ عزيزٌ علينا ... لو أن من فيه يفدى
أسكنت قرة عيني ... ومهجة النفس لحدا
ما إن أرى لي عليها ... من التوجع بدا
ومنه ما حكي عن البهائم: قال شيخ من بني قشير: كنا في نتاج، فامتنع فرس من حجرة، فشددنا عينه، فنزا عليها، فلما فرغ فتحنا العصلة فرأى الحجرة وكانت أمه، فعمد إلى ذكره بأسنانه فقطعه.
ومنه في خفة الغيرة، قال سليمان بن داود الهاشمي لابنه: «لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالشر من أجلك، وإن كانت برئية، ولا تكثر الضحك، فيستخفك فؤاد الرجل الحليم، وعليك بخشية الله، فإنها غلبت كل شيء» .
وقال عبد الله بن جعفر لابنته: «إياك والغيرة، فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب، فإنه يورث البغضاء، وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة، وأطيب الطيب الماء» .
قيل: وكان كسرى أبرويز يتعشق امرأة رجل كان من مرازبته، يقال له البارجان، وكانت تأتيه سراً، فبلغ زوجها ذلك فأمسك عن امرأته، واجتنبها، ودخل إلى كسرى ذات يوم، فقال كسرى: «بلغني أن لك عين ماء عذبة، وأنك قد اجتنبتها فلا تقربها» ، ففطن، فقال له: «أيها الملك بلغني أن الأسد ينتاب تلك العين، فاجتنبها خوفاً منه» ، فأعجب كسرى بمقالته وأمر أن يتخذ له تاج لا قيمة له، ثم دخل كسرى دار نسائه فقاسمهن نصف حليهن، فاجتمع من الجوهر ما لا يحصى فبعث به إلى امرأة البارجان بالقادسية، ووقع ذلك الجوهر إلى السائب بن الأقرع، وكان على المقسم، فباعه وجعل للمسلمين بكتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقال بعضهم: «كنت أغار على امرأتي فأشرفت علي يوماً وأنا مع جارية لي، فلقيت منها أذى حتى حلفت أن أبيع الجارية، فخرجت أريد شراء حوائج لي ومعي الجارية، فأتيت دكان خلّال أشري الخل، فوجدته خالياً