فقلت له: «يا هذا تأذن لي في ملامسة جاريتي هذه في دكانك فإني أريد بيعها» .
قال: «نعم! جعلت فداك ادخل حيث شئت» ، فأصبت منه الجارية، فلما خرجت إذا الخلال قد كمن ناحية وهو في قميص قد أنعظ «1» فقال:
«فرغت» ، قلت: «نعم» ، قال: «بسم الله، أتأذن لي جعلت فداك» ، قلت: «ويلك ما تريد» ! قال: «أقضي وطري منها» ، قلت: «يابن الفاعلة حرمتي» ، قال: «لا يضرك شيئاً، فإني أسرع» ، ثم وثب كأنه السبع، فضاربته حتى تخلصت الجارية بعد كل جهد.
قال: ودخل رجل من بني زهرة من أهل المدينة على قينة، فسمع غناءها عند مولاها، فخرج مولاها في حاجة ثم رجع، فإذا جاريته على بطن الزهري، فقامت مذعورة، فقعدت تبكي، فقال: «ما يبكيك» ؟ قالت:
«لأنك لا تقبل لأجله عذراً» ، قال: «يا زانية لو رأيتك على قفاك لقلت:
صريع مغلوب، ولو رأيتك على وجهك لقلت: وعاء مكبوب، إنما رأيتك فارساً مصلوباً» .
وحكي عن ثمامة إنه قال للمهدي: إن النساء شققن شقاً، وإن هشيمة نقبت نقباً» ، وكانت هشيمة امرأة ثمامة، فسأله المهدي أن ينزل عنها ففعل، وأقام المهدي حتى انقضت عدتها ثم تزوجها، وبنى بها ثم طلقها، وخرج إلى بيت المقدس، فلما انقضت عدتها راجعها زوجها.
وقال أبو طاهر أنشدني بعض الشعراء يهجو بني القعقاع:
بني القعقاع أكرمكم لئيمٌ ... وأعظم مجدكم ركبٌ حليق
وأنتم في نسائكم اتساعٌ ... وفي أخلاقكم نكدٌ وضيق
وعن عبد الله بن ياسين قال: كان في المهدي غزل، وشدة حب للخلوة بالنساء، فبلغه عن ابنة لأبي عبيد الله كاتبه، جمال، فقال